الثلاثاء، 7 يوليو 2009

الرد على مطعن حول سورة البقرة آية 14

========================
.
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين 
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم
.
.
سنتعرض في كل رسالة على المطاعن التي وجهها أعداء السلام والإسلام لندحض هذه المطاعن بلا كذب او تدليل مستعين بالله ثم بعلماء الدين ورثة الأنبياء .
.
جاء في احد المطاعن قولهم :-
سورة البقرة :
“وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ; (آية 14).


يدعي الطاعن بقوله :  لا حاجة لوحيٍ في هذه العبارة، فهي تورد ما قالوه وتشرح حالهم، ويمكن لأي إنسان أن يصف حال أولئك المنافقين بمثل هذه العبارة القرآنية.
.
للـــــــــرد على هذا المطعن ونقلاً عن الإمام / محمد متولي الشعراوي .
.
لماذا أستخدم اعداء الإسلام هذه الآية القرآنية بالأخص لإدعاء أنها لا تحتاج إلى وحي منزل بها من السماء ؟ هل لأنها آية تثبت صدق الرسالة المحمدية !... بالطبع ، .. كيف ؟
.
حينما جاء القرآن تحدى في أشياء كثيرة .. أولها أنه مزق حواجز الغيب .. مزق حواجز الزمان والمكان .. كيف ذلك ؟
إن حواجز الغيب ثلاثة : 
.
1) حاجز المكان : أي أن أشياء تحدث في نفس اللحظة .. ولكن لا أعرف عنها شيء .. لأنها تحدث في مكان آخر .
2) حاجز الزمن الماضي : وهو شيء حجبه عني زمن مضى .. فأنا لم أشهده .
3) حاجز المستقبل : وهو ما سيحدث غداً لأن حاجز الزمن المستقبل قد حـُجب عني فلم أشهده
.
ففي صدد موضوعنا فإنه التحدي ، فالقرآن هنا لا يقول لقد هتكت حاجز الماضي .. وأخبرتكم بأنباء الأولين .. بل يقول : سأهتك حاجز المكان.. وأخبرتكم بما في أنفس المنافقين .. وبما في داخل صدورهم .. بل بما تهمس به شفاههم .. فالقرآن كلام متعبد بتلاوته لن يتغير ولا يتبدل فكل هذا يأتي على لسان مَنْ ؟ .. أنه على لسان النبي الأمي .. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم... لا يقرأ ولا يكتب ، يحكي إذن أسرار تهامس وتناجي المنافقين .
.
يذكر القرآن : { وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهمْ } 
.
فكيف يمكن لأي شخص من المؤمنين أن يعلم ما يقال ويدور بين المنافقين بعضهم بين بعض وما يذكروه ضد الإسلام .... ألا يحتاج إلى وحي يثبت ذلك ليكسر حاجز المكان والنفس في آن واحد ؟
.
فهل هناك أكثر من هذا تحدياً .. لحجاب المكان ؟.. إنه تحد فوق قدرة كل الاختراعات البشرية التي وصل إليها العلم الآن لاختراق حجاب المكان .
.
بل إن التحدي ظهر فيما يحرص غير المؤمنين على إخفائه ... فالإنسان حين يحرص على إخفاء شيء .. ويكون غير مؤمن يأتي إليك فيحلف لك بأن هذا صحيح وهو غير صحيح في نفسه فقط .. ولكن حرصه في أن يخفيه على الناس يجعله يؤكد أنه صحيح بالحلف .
.
ويأتي الله سبحانه وتعالى فيجعل القرآن يمزق نفوس هؤلاء الناس .. ويُظهر ما فيها إمعاناً في التحدي .
.
فقد كشف القرآن أن هؤلاء المنافقين يوالون المسلمين في الظاهر ، ويوالون الكفار في الباطن ، ويحلفون لكل فريق أنهم معهم ، والحقيقة أنهم ليسوا مع الكفار ولا مع المسلمين إنما هم منافقون ، إذن فالقرآن هنا جاء لأناس غير مؤمنين .. وهتك حاجز النفس بالنسبة لهم فأخرج ما في صدورهم وعراهم أمام الناس جميعاً ... وفضح كذبهم .. ونشر على الدنيا كلها ما في صدورهم من كذب ورياء ونفاق .. أي أنه أهانهم أمام المجتمع كله .. ولو كان هذا غير صحيح لقال هؤلاء القوم إننا لم نكذب .. إننا صادقون .. والكلام الذي يدعيه محمد بأنه يأتي من عند الله كلام غير صحيح ... ولكن هؤلاء بُهتوا من أن القرآن مزق حجاب نفوسهم فلم يستطيعوا رداً ... وبُهتوا لأن الله أخرج ما في صدورهم .. وعراهم أمام الناس جميعاً ...
.
فهل نريد إعجازاً أكثر من ذلك ؟
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق