الأربعاء، 8 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة البقرة آية 37

.
====================
.
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين 
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم

.
قال اعداء الإسلام : جاء في سورة البقرة بالآية 37 :   فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ  . ما هي هذه الكلمات التي تلقاها آدم من الله حتى تاب ؟ هل تنفع البشر الآن لكي يتوبوا هم أيضا ؟
.
للــــرد على هذا المطعن :-
.
قال أبو جعفر: أما تأويل قوله: "فتلقى آدم "، فقيل: إنه أخذ وقبل. وأصله التفعل من اللقاء، كما يتلقى الرجل الرجل مستقبله عندقدومه من غيبته أو سفره، فكأن ذلك كذلك في قوله "فتلقى "، كأنه استقبله فتلقاه بالقبول حين أوحي إليه أو أخبر به. فمعنى ذلك إذا: فلقى الله آدم كلمات توبة، فتلقاها آدم من ربه وأخذها عنه تائبًا، فتاب الله عليه بقيله إياها، وقبوله إياها من ربه.
.
إذن : معنى تلقي الكلمات استقبالها بالأخذ والقبول والعمل بها حين علمها. وقرىء بنصب آدم ورفع الكلمات ؛ على أنها استقبلته بأن بلغته واتصلت به. فإن قلت: ما هنّ؟ قلت: قوله تعالى:
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا... } الآيه [الأعراف: 23]. 
.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: «إن أحب الكلام إلى الله ما قاله أبونا آدم حين اقترف الخطيئة: سبحانك اللَّهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك، لا إلٰه إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت». 
.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «يا رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى. قال: يا رب ألم تنفخ فيّ الروح من روحك؟ قال: بلى. قال: يا رب ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال: بلى. قال: ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: يا رب إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم»، واكتفى بذكر توبة آدم دون توبة حواء، لأنها كانت تبعاً له، كما طوى ذكر النساء في أكثر القرآن والسنة لذلك. 
.
وقد ذكرها في قوله: { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا } [الاعراف:23]. 
.
ففي التصور الإسلامي إعلاء من شأن الإرادة في الإنسان فهي مناط العهد مع الله، وهي مناط التكليف والجزاء.. إنه يملك الارتفاع على مقام الملائكة بحفظ عهده مع ربه عن طريق تحكيم إرادته، وعدم الخضوع لشهواته، والاستعلاء على الغواية التي توجه إليه. بينما يملك أن يشقي نفسه ويهبط من عليائه، بتغليب الشهوة على الإرادة، والغواية على الهداية، ونسيان العهد الذي يرفعه إلى مولاه. وفي هذا مظهر من مظاهر التكريم لا شك فيه، يضاف إلى عناصر التكريم الأخرى. كما أن فيه تذكيراً دائماً بمفرق الطريق بين السعادة والشقاوة، والرفعة والهبوط، ومقام الإنسان المريد ودرك الحيوان المسوق!
.
وفي أحداث المعركة التي تصورها القصة بين الإنسان والشيطان مذكر دائم بطبيعة المعركة. إنها بين عهد الله وغواية الشيطان بين الإيمان والكفر. بين الحق والباطل. بين الهدى والضلال.. والإنسان هو نفسه ميدان المعركة. وهو نفسه الكاسب أو الخاسر فيها. وفي هذا إيحاء دائم له باليقظة؛ وتوجيه دائم له بأنه جندي في ميدان؛ وأنه هو صاحب الغنيمة أو السلب في هذا الميدان!
.
وأخيراً تجيء فكرة الإسلام عن الخطيئة والتوبة.. إن الخطيئة فردية والتوبة فردية. في تصور واضح بسيط لا تعقيد فيه ولا غموض. 
.
ليست هنالك خطيئة مفروضة على الإنسان قبل مولده - كما تقول نظرية الكنيسة - وليس هنالك تكفير لاهوتي، كالذي تقول الكنيسة إن عيسى - عليه السلام - (ابن الله بزعمهم) قام به بصلبه، تخليصا لبني آدم من خطيئة آدم!.. كلا! 
.
خطيئة آدم كانت خطيئته الشخصية، والخلاص منها كان بالتوبة المباشرة في يسر وبساطة. وخطيئة كل ولد من أولاده خطيئة كذلك شخصية، والطريق مفتوح للتوبة في يسر وبساطة.. تصور مريح صريح. يحمل كل إنسان وزره، ويوحي إلى كل إنسان بالجهد والمحاولة وعدم اليأس والقنوط..
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق