السبت، 11 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة البقرة آية 238

.
====================
.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم

.
.

قال المستشرقين ::- مميزات المصحف العثماني.

لقد نجح عثمان في تحقيق هذفه بفرض مصحفه على كل الأمة الإسلامية مُنَحِّياً في الوقت ذاته ما عداه من المصاحف. لا يتوفر العالم الإسلامي الآن إلا على مصحف واحد لكن هذا لا يعني أنه نسخة طبق الأصل لما جاء به محمد بل هناك مصاحف أخرى كانت تنافسه المصداقية و الموثوقية. الترتيب الذي جاء عليه النص القرآني لم يكن أمرا إلهيا لأن زيد كان هو المسؤول عنه حيث تُرِكت له حرية القيام بذلك و كذلك عملية الجمع التي أمر بها عثمان و ليس محمد و كان هذا مرتين تم على إثر المحاولة الثانية حرق كل المصاحف التي كانت تختلف مع مصحف زيد رغم كونها جُمِعت من طرف صحابة لا مجال للشك في مصداقيتهم و درايتهم بمجال القرآن كما يشهد على ذلك الحديث الصحيح.

حتى بعد عملية الجمع الأخيرة للمصحف في عهد عثمان استمرت النزاعات بين المسلمين حول مصداقية هذا النص. مثال جيد على هذا يتجلى في تعدد القراءات للآية 238 من سورة البقرة التي توجد في المصحف العثماني على الشكل التالي : "حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا لله قانتين"

ورد في موطأ الإمام مالك الحديث التالي : 
"حدثني يحيى عن مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة أم المؤمنين أنه قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا ثم قالت إذا بلغت هذه الآية فآذني ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) فلما بلغتها آذنتها فأملت علي حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين قالت عائشة سمعتها من رسول الله صلى اللهم عليه وسلم" (موطأ مالك 288)

.
الرد على هذا المطعن :-
.
يقول المستشرق موير: "إن المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد ليد حتى وصل إلينا بدون أي تحريف، ولقد حفظ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير يذكر، بل نستطيع أن نقول إنه لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها، والمتدوالة في البلاد الإسلامية الواسعة، فلم يوجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية المتنازعة، وهذا الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع حتى اليوم يعد أكبر حجة ودليل على صحة النص المنزل الموجود معنا"... انتهى كلام المستشرق .
.
إن كلّ مجموعة وَرَقيّة تقعُ بين دفّتين تُسمّى ((مصحفا)) . كما كان مصحف فاطمة عليها السلام لم يحتوي على شيءٍ من القرآن، وإنّما محتواهُ أمورٌ أُخرى. (الكافي للكليني 1/ 187).
.
المعنى اللغوي للمصحف :
.
قال الفرّاء في لفظ المصحف : " وقد استثقلت العرب الضمّة فكسرت ميمها وأصلها الضم ، من ذلك مِصحف .. ، لأنها في المعنى مأخوذة من أصحف جمُعت فيه الصُحف " 
.
وقال أبو الهلال العسكري في الفروق اللغوية : " الفرق بين الكتاب والمصحف ، أن الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق ، والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صحفت ، أي جمع بعضها إلى بعض " 
.
وكلمة مصحف مأخوذة من الصحيفة وهي القرطاس المكتوب ، والمصحف ـ مثلث الميم ـ هو ما جُمع من الصحف بين دفتي الكتاب المشدود ، ولذلك قيل للقرآن مصحف ، وعليه فكل كتاب يسمى مصحفاً

إذن فقول أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أحرق مصاحف الصحابة فهذا لا يعني أن هذه المصاحف هو القرآن ، بل هي جماعة أوراق صُحفت وكان جزء منها يحتوي على سورة قرآنياً كتبها اصحابها بأيديهم .. وهذا لا يعني انها حجة على الإسلام بدليل أن السيدة فاطمة رضي الله عنها كان لها مصحف بأسمها ولكنه لا يحتوي على سورة قرآنية .
.
وقد قال على بن أبي طالب في جمع عثمان بن عفان للقرآن بقوله :- لو كنت واليًا إذ ذاك لفعتل مثل الذي فعله عثمان .
.
فعثمان بن عفان رضى الله عنه  نسخ ما جمعه أبو بكر الصديق رضى الله عنه في المصاحف وأرسلها إلى الأمصار -لم يترك شيئًا.
.
إذن عثمان بن عفان رضى الله عنه لم يفعل شيء يزيد على ما فعله أبو بكر الصديق رضى الله عنه ... والذي تولى المسؤوليه هو زيد بن ثابت التي تواى الجمع في عهد أبو بكر الصديق .
.
أما قول أن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ، فسمعتها من رسول الله هكذا ...... فالقرآن لا يؤخذ بالآحاد بل بالتواتر .. وكانت هناك كتبة للقرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم  كلما نزل الوحي مباشرة ، وحين تم جمع القرآن في عهد أبو بكر الصديق حيث شرع زيد في جمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وعاونه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة، فعن عروة بن الزبير قال: لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه - فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق