الأربعاء، 8 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة البقرة آية 65 والمائدة 60

.
====================
.
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين 

سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم

.

.

قال أعداء الإسلام :-

مسخ بعض اليهود قردة وخنازير:

“وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ; (آية 65).

وورد في المائدة 5: 60 “وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ ; وورد في الأعراف 7: 163 “وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ “وفي عدد 166 “فَلَمَّا عَتَوْا عَمَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .

قال المفسرون إن بني إسرائيل كانوا بقرية بأرض أيلة، وحرّم الله عليهم صيد السمك يوم السبت. فكان إذ دخل يوم السبت لم يبق حوت في البحر إلا اجتمع هناك، حتى لا يُرى الماء من كثرتها. فإذا مضى السبت تفرّقت الحيتان ولزمت قعر البحر فذلك معنى قوله إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم . فوسوس لهم الشيطان: أن اصطادوا يوم السبت، فاصطادوا وملّحوا وأكلوا وباعوا واشتروا، فمسخهم الله وجعلهم قردةً وخنازير (القرطبي في تفسير البقرة 65).

وحاشا لله أن يجرّب عباده على اقتراف المنكر ، ويجعل الحيتان تأتي يوم السبت ولا تظهر في باقي الأيام. قال الإنجيل: إن الله لا يجرّب أحداً بالشرور ، ولكن كل واحد يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته. (يعقوب 1: 13 ، 14) ومما يدل على ذلك أن الله لما أمطر على بني إسرائيل المن، أمرهم أن يلتقطوا يوم الجمعة ما يكفيهم ليوم السبت، لأنه حجب نزول المن يوم السبت (خروج 16).

.

للــــرد على هذا المطعن :- 
.
ولو رجعنا لكتاب اليهود سنجده يقول  أن امرأة لوط مُسخت إلى عمود من الملح 
.
تك 19:26
ونظرت امرأته من وراءه فصارت عمود ملح 
.
فلماذا لا تصدقوا القرآن, و تصدقوا مسخ امرأة لوط لعامود من الملح ؟؟؟
.
ثم يقول صاحب الشبهة : وحاشا لله أن يجرّب عباده على اقتراف المنكر ، قال الإنجيل: إن الله لا يجرّب أحداً بالشرور 

.

هذا كلام عاري من الصحة تماماً لأن كتاب الديانات الأخرى بعهديه أشاروا أن الرب مضلل ويرسل الأكاذيب ليضلل الناس ويوقعهم في الخطايا بقوله :-

.

2 تسالونيكى2
11 ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال ، حتى يصدقوا الكذب 
.
يعلن هذا الكتاب بأن الله (حاشا لله) يضلل الكفار لكي يتمكن من إدانتهم .
.
هذه الفقرات تُشير إلى أن أي كلمة من كلمات الرب لا يمكن إثبات صدقها طالما انه يرسل عمل الضلال .. لذلك إن كل الإيمان بهذه الكتب أنها كلمة الله فهذا يعني انه كتاب غير صادق ويحمل من الضلال ما يكفي لتضليل الناس كما جاء بـ 2 تسالونيكى2.
.
فلقد وصل الأمر إلى أن فرائض العبادة أصبحت كاذبة 
.
حزقيال 20
25 وأعطيتهم أيضا فرائض غير صالحة ، وأحكاما لا يحيون بها 
.
فكيف يمكن لمن يؤمن بهذه الكتب بأن يتأكد بأن طقوس وفرائض العبادة التي يتبعونها صالحة  على الرغم أن هذه الكتب ذكرت أن الإله يعطي فرائض غير صالحة وأحكام باطلة ؟

.

ثم نجد صاحب الشبهة يناقض نفسه ويقول : وحاشا لله أن يجرّب عباده على اقتراف المنكر، ويجعل الحيتان تأتي يوم السبت ولا تظهر في باقي الأيام  .

.

ثم يناقض نفسه في نهاية الفقرة ويؤكد بأن الله يمنع ظهور الحيتان بقوله :- الله لما أمطر على بني إسرائيل المن، أمرهم أن يلتقطوا يوم الجمعة ما يكفيهم ليوم السبت، لأنه حجب نزول المن يوم السبت (خروج 16).  

.

=-----------------=



.
هذه قصة مشهورة عند اليهود ومتواترة.. يعلمها الأجداد للآباء والأباء للأحفاد.. وهي ليست جديدة عليهم وإن كان المخاطبون هم اليهود المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولذلك عندما سمع: {
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ } أي لقد عرفتم ومعنى ذلك أن القصة عندكم معروفة.. وكأنها من قصص التراث التي يتناقلونها..
.
فلما أراد اليهود يوما للراحة أعطاهم الله يوم السبت وأراد الحق تبارك وتعالى أن يبتليهم في هذا اليوم والابتلاء هو إمتحانهم فقد كانوا يعيشون على البحر وعملهم كان صيد السمك.
.
فسطح البحر كان يمتلئ بالأسماك والحيتان يوم السبت.. فإذا جاء صباح الأحد اختفت بعيدا وهم يريدون أن يجعلوا السبت عيدا لهم لا يفعلون فيه أي شيء.. ولكنهم في الوقت نفسه يريدون أن يحصلوا على هذه الأسماك والحيتان.. صنعوا شيئا اسمه الحياض العميقة ليحتالوا بها على أمر الله بعدم العمل في هذا اليوم.. وفي الوقت نفسه يحصلون على الأسماك.. هذه الحياض يدخلها السمك بسهولة.. ولأنها عميقة لا يستطيع الخروج منها ويتركونه يبيت الليل وفي الصباح يصطادونه.. وكان هذا تحايلا منهم على مخالفة أمر الله.. والله سبحانه وتعالى لا يحب من يحتال في شيء من أوامره.
.
قال تعالى :
فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ 
.
إذن هذه قضية قوم غضب الله عليهم ومسخهم قردة.. ولو نظرنا إلى البهيمية التي نقلهم الله إليها.. نجد أن القردة هي الحيوان الوحيد المفضوح العورة دائما.. وإن عورته لها لون مميز عن جسده........ . وأنه لا يتأدب إلا بالعصا.. واليهود كذلك لم يقبلوا المنهج إلا عندما رفع فوقهم جبل الطور.. وما هم فيه الآن ليس مسخ خلقه ولكن مسخ خُلُق.
.
إذن فعملية المسخ هذه سواء تمت مرة واحدة أو على مرتين مسألة شكلية.. ولكن الله سبحانه وتعالى أعطانا في الآية التي ذكرناها في سورة المائدة سمات اليهود الأخلاقية.. فكأنهم مسخوا خلقه ومسخوا أخلاقا.

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق