الأربعاء، 8 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة البقرة آية 34


===================
.
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين 
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم

.
.
قال أعداء الله ، إن كان السجود لله فكيف تسجد الملائكة لآدم ، إن ما جاء بالقرآن كلام عجيب يخالف العقيدة .
.
للـــــــــرد على هذا المطعن ونقلاً عن الإمام / محمد متولي الشعراوي .
.
السجود لآدم عليه السلام
.
يجب أن نوضح أولاً بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحدد من هو الأعلى مرتبة والأقل مرتبة من خلقه ، وعلى الرغم من أن الملائكة هم الأعلى مرتبة والإنسان أقل مرتبة  نجد أن الله ميز سيدنا آدم عليه السلام بعلم أعلى من علم الملائكة الذين هم الأعلى مرتبة من الإنسان ... حين قال : { وعلم آدم الأسماء كلها } وقول الملائكة { لا علم لنا إلا ما علمتنا } 
.
وقد ذكرنا من قبل أن الله سبحانه وتعالى عندما أوضح لملائكته أنه قرر أن يخلق خليفة له في الأرض .. فهذا لسبب أن هؤلاء الملائكة لهم مهام خاصة مع سيدنا آدم عليه السلام ونسله
.
ولذلك
.
عندما نجد قول الحق سبحانه وتعالى للملائكة : { اسْجُدُوا لآدَمَ } فهذا السجود هو طاعة لأوامر الله ، وهذا السجود ليست عبادة لآدم عليه السلام ... فالله سبحانه وتعالى هو الذي أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه والسلام .. ولم يأمرهم آدم عليه السلام بالسجود له ... ولا يحق له أن يأمرهم .
.
فالأمر بالسجود هنا من الله سبحانه وتعالى ، ومن أطاعه كان عابداً ، ومن لم يطعه كان عاصياً .. ومن رد الأمر على الآمر كان كافرٍ .
.
ولكن قصة خلق آدم عليه السلام تكرر أكثر من مرة في القرآن .. ونجد في سورة ص قول الحق سبحانه وتعالى :
.
ص
آية رقم : 75
قرآن كريم
قَالَ يَا إِبْلِيسَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ العَالِينَ
.
وهنا يتضح لنا أن أمر السجود لم يشمل كل الملائكة ، لأن قول الحق { أَمْ كُنْتَ مِنَ العَالِين } ، أنه يوجد من هم العالين الذين لم يشملهم أمر السجود ... وهم الملائكة العالين من حملة العرش وحراس السماء وغيرهم ممن ليست لهم مهمة مع الإنسان
.
بالطبع إبليس لعنه الله طالما رفض إطاعة أمر الله بالسجود لآدم عليه السلام ورد الأمر على الآمر ، فبهذا أصبح من الكافرين
.
اللهم تقبل منا صالح الأعمال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
وقد قال احد الأخوة :

"فَسَجَدَ الْمَلَائِكَة كُلّهمْ أَجْمَعُونَ" فِيهِ تَأْكِيدَانِ
.
فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ
.
وَقَوْله : { فَسَجَدَ الْمَلَائِكَة كُلّهمْ أَجْمَعُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَلَمَّا سَوَّى اللَّه خَلْق ذَلِكَ الْبَشَر , وَهُوَ آدَم , وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحه , سَجَدَ لَهُ الْمَلَائِكَة كُلّهمْ أَجْمَعُونَ , يَعْنِي بِذَلِكَ : الْمَلَائِكَة الَّذِينَ هُمْ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض .
.
وللرد على هذه النقطة :
.
ولو رجعنا إلى سورة الحجر نجد قول الله عز وجل والذي لا يخالف ما جاء بسورة البقرة والذي لا يخالف ما ذكر
.
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {15/28} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ {15/29} فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {15/30} إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ {15/31} 
.
إذن : الملائكة الذين سجدوا أجمعين هم الذين قال لهم الله إني جاعل في الأرض خليفة ... فالله لم يقل في بداية الآية { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ... أجمعين } ... ولكن ذكر قول { أجمعين } في السجود فقط ..لإظهار معصية إبليس وطاعة الملائكة أجمعين أصحاب المهمة والذين قال لهم الله إني خالق بشراً
.
اللهم تقبل منا صالح الأعمال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق