السبت، 11 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة البقرة آية 187

.
====================
.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم

.

.
قال أعداء الإسلام :- الرَّفَث إلى النساء:
“أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ; (آية 187).

كان في ابتداء الأمر بالصوم إذا أفطر الرجل حلّ له الطعام والشراب والجِماع إلى أن يصلّي العِشاء الأخيرة، أو يرقد قبلها. فإذا صلّى أو رقد حُرِّم عليه ذلك كله إلى الليلة التالية. فواقع عمر بن الخطاب أهله بعدما صلّى العِشاء، فلما اغتسل لام نفسه، ثم أتى محمداً فقال: يا رسول الله، أعتذر إلى الله وإليك من هذه الخطيئة. إني رجعتُ إلى أهلي بعدما صليتُ العشاء فوجدت رائحةً طيبة، فسوَّلَتْ لي نفسي، فجامعْتُ أهلي . وقام رجالٌ فاعترفوا بمثل ذلك. فقال محمد، مراعاة لعمر وأصحابه: أُحِل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم (القرطبي في تفسير البقرة 2: 187) والرَّفث كلام يُستقبح لفظه مع ذكر الجماع ودواعيه، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً.

والوحي الحقيقي يعلّمنا أن الصوم هو التذلل أمام الله بالخشوع، والحزن بسبب الخطايا، فلا محمل للتلذُّذ والتنعُّم بل هو مُنافٍ لذلك.

كان في ابتداء الإسلام صوم ثلاثة أيام من كل شهر واجباً، وصوم يوم عاشوراء. ثم نُسخ ذلك بفريضة صوم شهر رمضان. قال ابن عباس: أول ما نُسخ بعد الهجرة أمر القِبلة ثم الصوم . وعن عائشة قالت: يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان محمد يصومه في الجاهلية . وعلى هذا أخذ محمد الصوم من الجاهلية ومن المسيحيين، والدليل على ذلك قوله في عدد 183 “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ .

قال المفسرون إن الصوم عبادة قديمة. قالوا إن صيام شهر رمضان كان واجباً على النصارى فصاموا رمضان زماناً، فربما وقع في الحر الشديد والبرد الشديد. وكان يشقُّ ذلك عليهم في أسفارهم ويضرهم في معايشهم، فجعلوه في فصل الربيع، ثم زادوا فيه عشرة أيام فصاموا أربعين يوماً
................... انتهت الشبهة.
.
نبدأ بحول الله الرد بقولنا :- 
.
هذا الموضوع يُذكرني بقصة قرأتها في كتاب اليهود عندما أباح  زنا المحارم بين الناس كعقاب لهم .
.
فظهر عشق الجنس بالكتاب حين امر نساء داود أن يتحولوا إلى عاهرات ليزني بهم رجال بني إسرائيل في عين الشمس (صموئيل الثاني 12: 11) ولو كانت كاميرات الفيديو موجودة في هذا الزمن لشاهدنا أكبر حفلة زنا حللها هذا الكتاب لليهود ، بل الأدهى من ذلك هي أن من العشق لمشاهدة الإعتداءات الجنسية أباح ان يزني الأخ باخته كما حدث لأولاد داود (امنون وثامار .. صموئيل الثاني 13: 1).
.
ولكن الفاجعة هي أنني أجد أن كتاب اليهود يتساهل مع داود والأخرين في عقاب الزنا وذلك لمحبة هذه الأفعال المقذذة حيث قال : 
.
سفر صموئيل الثاني 12: 13 
فقال داود لناثان قد اخطات الى الرب فقال ناثان لداود الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك لا تموت......... وحيث أن الكتاب ساير داود على فعلته ورفع عنه الموت فنجد المجاملة زادت عن حدها فحكم بالظلم على الجنين بالموت علماً بأن الناموس أعلن بأن لا يقتل الأولاد عن الآباء( تثنية 24/16 ) .... علماً بأن السفاح فارص بن الزنا من ثامار لم يُقتل حين زنا بها يهوذا حماها، فلماذا مات جنين داود ولم يقتل جنين يهوذا عندما زنا بثامار ؟ 
.
فيه نفاق أكثر من هذا ؟ ......... هذا هو مضمون الكتاب الذي يُطلق عليها توراة والله بريء منه . 
.
أما ما ورد عن أسباب نزول الآية التي نحن بصددها هي أنه كان في ابتداء الأمر إذا أفطر الرجل حل له الطعام والشراب والجماع إلى أن يصلي العشاء الآخرة أو يرقد قبلها، فإذا صلى العشاء أو رقد قبلها حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى الليلة القابلة .
.
ونحب أن نوضح أن القصة الوهمية التي ذكرها الفاشل صاحب الشبهة هي قصة ضعيفة وقال فيها الإمام / ابن عطية في كتابه "
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" : {وهذا عندي بعيد على عمر رضي الله عنه} ، وقد نسب القرطبي رواية عمر بن الخطاب رضى الله عنه  إلى الطبري ، والإمام الطبري ذكر أن عمر بن الخطاب لم يكن يعرف أن زوجته قد نامت بل ظن أنها تعتل فوقع بها ، وليس معنى أن الطبري ذكرها فهي رواية صحيحة وإلا لإعترف بها الإمام / ابن عطية في كتابه ، لذلك قبل أن يطرح الطبري هذه الرواية قال : {ذكر من قال ذلك} وبذلك نفى نفسه عن الرواية ، فمن الذي صحح رواية عمر بن الخطاب ؟
.
لذلك ذكر القرطبي الرواية الصحيحة التي جاءت في صحيح البخاري بقوله : 
.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : (كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها أعندك طعام قالت لا ولكن أنطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت خيبة لك فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ففرحوا بها فرحا شديدا ونزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ). رواه البخاري 1816
.
............................
وقال الإمام / محمد متولي الشعراوي في هذا الصدد :

ترك الحق هذا الترخيص مؤجلا بعض الشيء لكي يدرك كل مسلم مدى التخفيف، لأنه قد سبق له أن تعرض إلى زلة المخالفة، ورفعها الله عنه، وانظر للآية القرآنية وهي تقول: "
هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم". كلمة "تختانون أنفسكم" هذه تعلمنا أن الإنسان لم يقو على الصوم كل الوقت عن شهوة الفرج، فعندما تركك تختان نفسك، ثم أنزل لك الترخيص، هنا تشعر بفضل الله عليك.

إذن فبعض الرخص التي يرخص الله لعباده في التكاليف: رخصة تأتي مع التشريع، ورخصة تخفيفية تأتي بعد أن يجئ التشريع، لينبه الحق أنه لو لم يفعل ذلك لتعرضتم للخانة والحرج "علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم" وانظر الشجاعة في أن عمر رضي الله عنه، يذهب إلى النبي ويقول له: أنا يا رسول الله ذهبت كما يذهب الشاب، والذي جاع أيضا يقول للرسول عليه الصلاة والسلام: إنه جاع، وجاء التشريع ليناسب كل المواقف، فنمسك نهاراً عن شهوتي البطن والفرج، وليلاً أحل الله لنا شهوتي البطن والفرج، وهذا التخفيف إنما جاء بعد وقوع الاختيان ليدلنا على رحمة الله في أنه قدر ظرف الإنسان، "
احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم"، و"الرفث" هو الاستمتاع بالمرأة، سواء كان مقدمات أو جماعاً .
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق