السبت، 11 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة البقرة آية 158

.
====================
.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم

.


.

يقول أعداء الله ورسوله :- الصفا والمروة:

“إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ; (آية 158).

قال المفسرون: كان على الصفا والمروة (وهما جبلان) صنمان يقال لهما أساف ونائلة، فكان أساف على الصفا ونائلة على المروة، وكان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة تعظيماً للصنمين. فلما جاء الإسلام وكُسرت الأصنام تحرَّج المسلمون عن السعي بين الصفا والمروة، فاستفهموا من محمد عن ذلك، فأذن لهم، بل قال إنه من شعائر الله.

قال ابن عباس: كانت الشياطين في الجاهلية تطوف الليل أجمع بين الصفا والمروة، وكان بينهما أصنام لهم. فلما جاء الإسلام قال المسلمون: يا رسول الله، لا نطوف بين الصفا والمروة فإنه شيء كنا نصنعه في الجاهلية. فقال لهم: إنه من شعائر الله (أسباب النزول للسيوطي سبب نزول البقرة 2: 158).......... فيدعوا بأن  شعائر الصفا و المروة مأخوذة من الوثنية ، لأن المشركين من أهل الجزيرة العربية وضعوا صنم بإسم (إساف) على جبل الصفا وصنم بإسم (نائلة) على جبل المروة كصفة تقديس للوثنية وطافوا بينهم
... انتهت الشبهة ..

.

يرد الإمام / محمد متولي الشعرواي ويقول :-

.

لو نظرنا إلى هذا الأمر بنظرة العقل نجد أنفسنا نسأل : لماذا أختار المشركين هذين الجبلين دون أي مكان أخر لوضع هذين الصنمين ؟ على الرغم من وجود جبال وهضاب كثيرة بالجزيرة العربية!
.
فلو نظرنا إلى ما حدث ببيت المقدس قبل الميلاد من الإغريق والبطالمة والسلاجقة ونشر الوثنية بين اليهود على الرغم من وجود التوراة وكتب سماوية أخرى ... تجد المقابل في الجزيرة العربية انتشار الوثنية .
.
فلماذا أختار الإغريق البطالمة والسلاجقة بيت المقدس لنشر الوثنية ؟ بالطبع لأن الطابع الديني كان لبني إسرائيل مركزه ببيت المقدس ... وكذلك ما حدث بالجزيرة العربية مماثل لما حدث ببيت المقدس .
.
فكانت مناسك الإسلام متبعه من عهد سيدنا إسماعيل ابن ابراهيم عليهم السلام وقد تتابعت مع انبياء الله (( صالح وهود وشعيب )) بالجزيرة العربية .... وبهذا كانت الصفا و المروة أماكن مقدسة يؤدى فيها مناسك الله عز وجل في الجزيرة العربية ، ولكن بظهور الوثنية والشرك أخذت من مناسك الإسلام ( قبل الرسالة المحمدية ) مركز لها .
.
وبهذا نفهم بأنه لولا الصفا و المروة من المقدسات سابقاً لما وضعوا عليهما أحجارهم ولما جاءوا بأصنامهم ليضعوها على الكعبة ، فهذا دليل على أن قداسة هذه الأماكن أسبق من أصنامهم ، فلقد حموا وثنيتهم بوضع ((إساف)) و (( نائلة)) على الصفا و المروة .
.
وعندما يذكر الله سبحانه وتعالى (( يطوف بهما)) ... يجب أن نوضح معنى (( طاف)) و(( جال)) و(( دار))
.
إن ((طاف)) تعني (( دار حول الشيء)) ، فما هي الدورة التي بين الصفا و المروة ، حتى يسميها الحق طوافاً ؟ . 
.
إن الدائر حول الدائرة يبدأ من نقطة منها البداية ، لتكون تلك النقطة نهاية ، فكل طواف حول دائرة تجد فيه أن كل بداية فيها تعتبر نهاية ، وكل نهاية تعتبر بداية ، وأي حركة من وإلى شيء واحد يصنع دائرة .
.
وصحيح أن من يسعى بين الصفا والمروة لا يدور ، ولكنه سيذهب من الصفا إلى المروة ثم ينقلب عائدا إلى الصفا ، ثم منها إلى المروة ، وهكذا يصير الأمر طوافا .
.
اللهم تقبل منا صالح الأعمال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق