الأربعاء، 8 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة البقرة آية 36

 
====================
.
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين 

سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم

.

.
ظهر شخص من أعداء الإسلام في أحد البرامج اليومية بإحدى القناوات الفضائية وأخذ يصول ويجول في القرآن بالباطل .
.
قال هذا  الكافر  أن قصة آدم في القرآن جاءت بنفس ما جاءت بكتب اليهود ! ، فكم كنت أتمنى أن أكون أحد ضيوف هذا البرنامج لأُخرج هذا الكافر بفضيحة وأثبت لكل المتابعين إنه كاذب وليس لديه القدرة لإثبات صدق عقيدته إلا بالتدليس والطعن في الديانات الأخرى .
.
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ
.
وقال هذا الكافر  بأن قول : (اهبطوا بعضكم لبعض عدو) تعني أن الله جعل العداوة بين البشرية أي عداوة بين آدم وحواء ومنها عداوة بين بني آدم أجمع ، وكل هذا بسبب عصيان آدم وأكله من الشجرة ... انتهى كلامه
.
يرد الإمام محمد متولي الشعراوي على هذا الكاذب بقوله : 
.
هذا الهبوط هو بداية نزول الإنسان إلي الأرض ليباشر مهمته في الدنيا. ومادام الحق سبحانه وتعالى قال: "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين". فهي إذن حياة موقوته على قدر وقتها، وعلى قدر حجمها .. 
.
والذين يقولون بأن البشرية تتحمل خطيئة آدم  وتحتاج لشخص ليخلصها من هذه الخطيئة بقتله ذبحاً نقول له: أنك لم تفهم عن الله شيئا، لأن القصة هي هنا خطأ قد حدث وصوب. وفرق بين الخطأ والخطيئة. فالخطأ يصوب. ولكن الخطيئة يعاقب عليها. وآدم أخطأ وصوب الله له. وتلقى من ربه كلمات فتاب عليه. 
.
إذن لا توجد خطيئة بعد أن علمه الله التوبة وتاب إلي الله. ثم ماذا فعل آدم. حتى نقول تخلص العالم من خطيئة آدم. أنه أكل من الشجرة. وهل خطايا العالم كلها أكل؟!
.
من الذي  أوجد القتل وسفك الدماء، والزنا والاغتصاب والنميمة والغيبة؟ لو أن كلامهم صحيح لكان لابد ألا توجد خطيئة على الأرض مادام قد وجد المخلص الذي فدى العالم من الخطيئة بقتله ذبحاً ، ولكن الخطيئة باقية. ومن الذي قال أن الخطيئة تورث. حتى يرث العالم كله خطيئة آدم؟!. والله سبحانه وتعالى يقول: "ولا تزر وازرة وزر أخرى".. 
.
فجاء في كتب اليهود: " الابن لا يحمل من إثم الأب " (حزقيال 18/20 - 21 ) 
.
وقول الحق سبحانه وتعالى "وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو" العداوة هنا بين الشيطان والإنسان. والعداوة أيضا بين شياطين الإنس الذين أغواهم الشيطان بالكفر والمؤمنين، هذه العداوة التي تؤدي بنا إلي نشاط وتنبه. 
.
فالمستشرقون أعوان إبليس يعادون الإسلام. ولكن معاداتهم هذه تعطينا نشاطا لكي نبحث ونطلع حتى نرد عليها. وجنود الشيطان من الإنس يعادون المؤمنين. وعداواتهم هذه تعطينا مناعة ألا نخطئ ولا نغفل. فأنت مادام لك عدو .. فحاول أن تتفوق عليه بكل السبل.
.
قال إبليس اللعين : قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ - إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ... ص
.
ولعل الحضارة الإنسانية لا ترتقي بسرعة قدر ارتقائها وقت الحروب. ففيها يحاول كل خصم أن يتغلب على خصمه. وتجند كل القوى للتفوق علميا على الدول الأخرى. هذه الارتقاءات والاختراعات. قد تكون للتدمير والقتل. ولكن بعد أن تنتهي الحرب توجه إلي ارتقاءات الإنسان في الأرض. فتفتيت الذرة وصلوا إليه في الحروب. والصواريخ التي وصل الإنسان بها إلي القمر كانت نتيجة حرب، والارتقاءات العلمية المختلفة التي تمت في أمريكا والاتحاد السوفيتي كان أساسها عداء كل معسكر للآخر.
.
وقوله تعالى "اهبطوا بعضكم لبعض عدو" .. الهبوط يكون من مكان أعلى إلي مكان أسفل. وقد حدث ليباشر آدم مهمته على الأرض .. والعداوة بين الإيمان والكفر المتمثل في الشيطان مستمرة ، لأن الله لم يخلق آدم للجنة بل خلقه للأرض ولم يُذكر أن آدم خلق للجنة البتة حيث قال الحق سبحانه وتعالى : 
.
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً
.
وجاء عن إبليس في كتاب اليهود: 
.
تكوين 1: 26 
و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض
.
وهكذا بعد معصية آدم. وهبط هو وحواء من الجنة ليمارسا حياتهما على الأرض .. وقوله تعالى "اهبطوا" معناه أن (معسكر بني آدم ) آدم وحواء و(معسكر الشر) إبليس هبطوا إلي الأرض بعد أن تمت التجربة الإيمانية. لقد بين الله تعالى لمعسكر بني آدم عمليا أن إبليس هو العدو الأول . لا يريد له الخير. وأنه كاذب في كل ما يعد به الإنسان . وقد حدد الله الحياة الدنيا بأنها حياة موقوتة. قدراتها محدودة. ومتاعها محدود .. في قوله تعالى: "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين". أي لا أحد سيبقى في الأرض إلا بمقدار ما قدر الله له من عمر ثم يموت. وبهذا حذر الله آدم وذريته من أن يتخذوا من الحياة هدفاً لأن متاعها قليل، وأمدها قصير.
.
والآن : لو أعتبرنا جدلاً أن المقصود بقول الحق : (اهبطوا بعضكم لبعض عدو) .. هي العداوة بين البشر كما إدعى هذا الكافر... فهل انتهت العداوة بين البشر  بعد أن ادعت بعض الأديان بأنهم جاءوا بشخص وذبحوه ليفدي البشرية من الخطايا ؟
.

أسأل الله العظيم أن ينتقم من كل كاذب يتعدي على القرآن بالكذب ويفسره على هواه .
.
اللهم تقبل منا صالح الأعمال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق