السبت، 11 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة البقرة آية 249

.
====================
.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم

.

.
قال المستشرقون :- جدعون والمديانيون:

“فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ; (آية 249).

قال المفسرون إن الذين اغترفوا فقط هم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، فإنهم لما وصلوا إلى النهر أُلقي عليهم العطش، فشرب منه الكل إلا هذا العدد القليل. وكان من اغترف منه غُرفة كما أمره الله كفَتْهُ لشربه وشرب دوابه وقويَ قلبه وصحَّ إيمانه وعبر النهر سالماً. والذين شربوا منه وخالفوا أمر الله اسودّت شفاههم وغلبهم العطش فلم يرووا، وجبنوا، وبقوا على شط النهر. وقيل: جاوزوه كلهم، ولكن الذين شربوا لم يحضروا القتال، ولكن قاتل أولئك القليل (الرازي في تفسير البقرة 2: 249).

ونجد في الرواية القرآنية ثلاثة أخطاء:

(1) لم يأخذ شاول جيشه وكان أمامه نهر، فالذي فعل ذلك كان جدعون أحد قضاة بني إسرائيل، وكان قبل الملك طالوت (أي شاول) بمائتي سنة، هو الذي حشد جيشاً جراراً لمحاربة المديانيين. وقال الرب لجدعون: إن الشعب الذي معك كثير عليّ لأدفع المديانيين بيدهم، لئلا يفتخر إسرائيل قائلاً: يدي خلَّصتني. فنادِ في الشعب بأن يرجع كل من كان خائفاً . فرجع 22 ألفاً وبقي عشرة آلاف. وقال الرب لجدعون: لم يزل الشعب كثيراً. إنزل بهم إلى الماء، وكل من يَلَغُ بلسانه من الماء كما يَلَغُ الكلب فأوقِفْه وحده، وكذا كل من جثا على ركبتيه للشرب . وكان عدد الذين ولغوا بيدهم 300 رجلاً، وأما باقي الشعب فجثوا على ركبهم لشرب الماء. فقال الرب لجدعون: بالثلاث مئة رجل الذين ولغوا أُخلّصكم، وأدفع المديانيين ليدكم . وقد آتاه الله النصر (قضاة 7).

فطالوت (وصوابه شاول) لم ينزل بجيشٍ إلى نهرٍ ما، وإنما الذي نزل هو جدعون.

(2) اختار الله من جيش بني إسرائيل 300 نفراً فقط، لإظهار قوته، وليوضح لهم أنه هو مُؤتي النصر.

(3) لم يحارب جدعونُ ورجالُه جلياتَ، بل واقعة جليات مذكورة في 1 صموئيل 17 ، فإنه لما كان يصطف بنو إسرائيل والفلسطينيون للقتال كان جليات ينزل ويعيّر بني إسرائيل وديانتهم، فنزل داود وكان فتى، وأتاه بقوة رب الجنود، فضربه بالمقلاع، فارتزَّ في جبهته فسقط وقطع داود رأسه.

لقد خلط القرآن قصة جدعون مع المديانيين بقصة شاول وجليات
..... انتهى 
.
الرد على هذا المطعن :-
.
 قول الحق: { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلْجُنُودِ } أي فصلهم عن بقية غير المقاتلين، وقسمهم إلى جماعات مرتبة، وكل جماعة لها مهمة.
.
قول الحق  { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلْجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ } أي عندما خرج إلى مكان إقامة الجيش بدأ في مباشرة أولى مهماته كملك، لقد أراد أن يختبرهم، فهم قوم وقفوا ضد تعيينه ملكاً، لذلك أراد أن يدخل الحكم على أرض صلبة. فقال لهم عن الحق: { إِنَّ ٱللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّيۤ إِلاَّ مَنِ ٱغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ }.
.
لقد أوضح لهم: أنتم مقبلون على مهمة لله في سبيل الله، وهو سبحانه الذي سيجري عليكم الاختبار، ولست أنا لأن الاختبار يكون على قدر المهمة؛ أنا مشرف فقط على تنفيذ الأمر، والله مبتليكم بنهر من يشرب منه فليس منا إلا من اغترف غرفة بيده.
.
كلمة { مُبْتَلِيكُمْ } فسرها على أنها اختبار، قد ينجح من يدخل وقد يفشل. والاختبار هنا بنهر........ إنهم عطاش، وساعة يُرى الماء فسيقبلون عليه بنهم شرباً ورياً، ومع ذلك يختبر الحق صلابتهم فيطالبهم بأن يمتنعوا عن الشرب منه، لقد جاء الاختبار في منعهم مما تصبو إليه نفوسهم...........................  { فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي } لماذا؟
.
لأنهم ساعة يرون ما يحبونه ويشتهونه فسيندفعون إليه وينسون أمر الله. ومن ينس أمر الله ويفضل نفسه، فهو غير مأمون أن يكون في جند الله. لكن الذي يرى الماء ويمتنع عنه وهو في حاجة إليه، فهو صابر قادر على نفسه، وسيكون من جند الله، لأنه آثر مطلوب الله على مطلوب بطنه، وهو أهل لأن يُبتلى.
.
وحين يمدهم الله بجنود يأتي على قدر الصبر؛ لأن حنان القدرة الإلهية عليك يزداد ساعة يجدك تتحمل المشقة فيحن عليك ويعطيك جزءا أكبر. فالله يريد من عبده أن يستنفد أسباب قوته الخاصة، وحين تستنفد الأسباب برجولة وثبات، تأتيك معونة الله، ويقول الله لملائكته: هذا يستحق أن يعان فأعينوه. ولذلك جاء قوله الحق على ألسنة المؤمنين: { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }. ويقول الحق بعد ذلك: { وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً }
.
أما قول المستشرقين حول ما جاء بكتبهم نقول أنها كتب لا يمكن الإعتماد عليها بأي شكل من الأشكال لأنها كتب مجهولة الكتبة والزمان والطوائف المسيحية تختلف بين بعضها البعض حين أن  الأرثوذكس والكاثوليك يؤمنوا بـ 73 سفراً والبروتستانت يؤمنوا بـ66 سفراً .. فحين يتحدوا على كتاب واحد سننظر في الأمر .
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق