الثلاثاء، 7 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة البقرة آية 29

.
====================
.
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين 
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم

.
.
يتحايل أعداء الإسلام على الألفاظ والمعاني للطعن في القرآن ومصدقية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا :-
.
((( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:29) 
وهنا نرى ان الله خلق مافى الارض جميعا .. و كلمة جميعا تعنى ان الله خلق الاشجار والبحار والانهار والجبال وكل مافى الارض جميعا ...... ثم استوى الى السماء وسواها...
.
ولكنة يقول فى( سورة النازعات)
((( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{27} رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا {28} وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا {29} وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا {30} أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا {31} وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا {32} مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ {33} ))) 
.
و من الايات هنا نعرف إن الله سوى السماء الاول واصبح هناك ليل وضحى ثم بعد ذلك دحا الارض و خلق الماء والمرعى من الارض وارسى الجبال .... وهذا يناقض ( البقرة 29) التى تقول ان الله هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ ((( جَمِيعاً))) اى بمافيها من ماء ومرعى وجبال قبل خلق السماء 
.
ونجد فى (سورة فصلت )
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ / فصّلت 9- 11 
.
فهنا الله خلق الارض اولا ووضع فيها الرواسى ثم سوى السماء .. بينما فى النازعات يقول ان الله سوى السماء اولا ثم جعل الرواسى فى الارض حيث قال ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا {32} 
.
السؤال هنا: هل الله خلق كل مافى الارض جميعا من ماء ومرعى وجبال ثم سوى السماء بحسب ( البقرة 29 ) أم ان الله سوى السماء اولا ثم خلق ما فى الارض من ماء ومرعى وجبال بحسب ( النازعات 27- 31) ؟؟؟؟
ان الماء والمرعى والجبال هل هى اشياء فى الارض ام لا؟؟؟؟؟ طبعا هى اشياء فى الارض ... فبحسب البقرة 29 يكون الله قد خلقهم الاول لان الله خلق مافى الارض جميعا ثم سوى السماء
.
لكن فى النازعات نجد ان الله سوى السماء الاول ويقول كلمة ( وبعد ذلك) (الارض بعد ذلك ) اخرج منها الماء والمرعى والجبال
.
هل تقدر ان تقول لى الانهار خلقت قبل خلق السماء آم خلقت بعد خلق السماء؟؟؟؟
.
لو قرأت ( البقرة 29 ) لايساورك ادنى شك فى ان الله خلق الانهار اولا قبل خلق السماء لان الانهار هى شى فى الارض والله خلق مافى الارض جميعا الاول ... لكن فى النازعات الله خلق السماء الاول وبعد ذلك اخرج الماء اى الانهار وجعل المرعى وهو الشى المعتمد على المياة 
.
السؤال الثانى:
الجبال التى هى الرواسى هل خلقها الله اولا قبل السماء ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا)( سورة فصلت ) آم السماء كانت اولا قبل الجبال (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا {32} سورة النازعات) ؟؟؟؟
.
ان لم يكن هذا هو التناقض فماذا يكون التناقض؟؟؟؟ )أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) وهنا نجد مابين سورة البقرة و سورة النازعات اختلافا كثيرا............... انتهى المطعن 
.
وللــــــــــرد على هذه المطاعن نؤكد بأن الله عز وجل وهو العليم الخبير كان يعلم أن للإسلام أعداء اتباع الشيطان لذلك كان رده عليهم من خلال القرآن ولكن التدليس والتضليل هو سلاحهم ، لذلك وبعون الله نكشف هذه الألعيب في عدة سطور ونقول :-
.
قال الإمام/محمد متولي الشعراوي 
.
يحاول أعداء الدين خلق شبهات قرآنية للتحايل والتشكيك في صحة القرآن والإدعاء أنه مليء بالأخطاء باختلاف البلاغ الإلهي فيما يخص خلق السماوات والأرض
.
فكم أنفقوا من أموال ، وكم من الوقت أهدروه لخلق هذه الشبهة بجهالة ، ولكن كما نوضح  ونكرر التوضيح أن الله عز وجل يحفظ القرآن على مر الزمان ، فكلما بعد المسلم عن تعاليم دينه ولو بقدر قليل تجد الله عز وجل يحفظ القرآن أكثر مما هو عليه
.
الأَنْفَال 
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ  
.
نلفت نظر القارئ أن القرآن الكريم به عشرات الآيات التي توضح أن خلق السماوات أسبق من خلق الأرض ، وهذه هي الحقيقة التي يحاول أعداء الدين إخفائها
.
البَقَرَة
آية رقم : 29
قرآن كريم
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  
.
فُصِّلَت
قرآن كريم
قُلْ أَئِنَّكُم لتَكْفُرُونَ بالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَينِ وتَجْعَلُونَ لَهْ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ - وجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وبَارَكَ فِيهَا وقَدَّرَ فِيها أقْوَاتَها فِي أَرْبَعَةِ أيَامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ - ثُمَّ اسْتوَى إِلَى السَّمَاءِ وهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَللأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَو كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ - فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاواتٍ فِي يَوْمَينِ وأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ 
.
طه
آية رقم : 4
قرآن كريم
تَنْزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ العُلَى  
.
نبدأ بفضل الله
بسورة طه 
فقد جاء فيها
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

.
طَهَ ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى ، إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَّخْشَى ، تَنْزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ العُلَى  
.
وهنا تقدم خلق الأرض عن خلق السماء ... ولكن يجب أن لا نغفل عن :
أن الحديث موجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا : تخصيص خلق الأرض والسماوات لكونهما أعظم ما يشاهده العباد من مخلوقاته عز وجل ، إذن قدم الله سبحانه وتعالى الأرض لأنها أقرب إلى الحس وأظهر عنده من السموات العلى.
.
وهنا يظهر للجميع أن خلق السماوات والأرض أمر إنتهى ، فتقديم أياً منهم في الحديث فهذا لا يعني إلا للحس والمشاهدة الظاهرة للخلق .
.
نأتي للجزء الثاني والأكثر بساطة ووضوح
قال تعالى وهو أصدق القائلين
.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
البَقَرَة
آية رقم : 29
قرآن كريم
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  
.
وهنا يتضح من خلال الآية أن الله عز وجل يقول (( هو الذي خلق (((لكم)))..))
.
وكلمة (( لكم)) تُفيد للناس أي للبشر كافر منهم أو مؤمن .. والسماوات لم تخلق لنا بل الأرض هي التي خلقت لنا لنتعايش فيها ، فمنها خلقنا وعليها نسكن ونموت ونبعث مرة أخرى .. ولو كانت السماء خلقت لنا لأمكننا خالقها للوصول إليها و الاستفادة منها ، ولكننا على قدر ما توصل له العلم لم نصل الى أقرب نجم للأرض وهي الشمس ، فوجد العلماء أنها تبعد عن الأرض مسافة ثلاثة وتسعين مليوناً من الأميال ، أي للوصول لها نحتاج الى طائرة أسرع من الصوت ولها مواصفات خاصة تمكنها من السفر لمدة أكثر من أثنى عشر عاماً متواصلة دون توقف ، كيف نصل لأبعد نجم وهي الشمس ثم السماء الدنيا ، مع العلم أن مقياس الميل والكيلو متر في هذه الحالة أصبح لا قيمة له من كثرة عدد الأصفار التي ستوضع بجانب أي رقم ممكن أن يوضع في الحديث عن مسافة اقرب نجم يقارب للشمس .
.
وهنا تظهر لنا معجزة قرآنية موجهة الى  اعداء الإسلام .
.
قال تعالى { أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّماءُ بَنَاهَا } ، فإذا كنتم تؤمنوا أن السيد المسيح هو الله لسبب معجزة خلقه ، فهذه خطأ فادح وشرك أكبر ، لأن خلقه هو خلق مُعاد أي تكرر من قبل في خلق آدم عليه السلام بدون أب وأم ، وخلق حواء بدون أم ، وخلق سيدنا عيسى عليه السلام بدون أب .
.
أما السماوات فلا تكرار في خلقها ، فكان أحق لكم عبادة السماوات ، لأنها خلق لم يتكرر ، فلو تدبرتم خلق السماوات وتدبرتم التكرار في خلق البشر كما هو الحال بين خلق آدم وحواء والسيد المسيح عليهم السلام ، لآمنتم بخالقهم دون تردد ولا جدال وهو الله عز وجل . 
ولا حول ولا قوة إلا بالله
.
لهذا يوجه الله عز وجل الكلام للناس فيأتي بما هو لهم وظاهر لهم وموجود لهم .
.
وعندما ذكر الله سبحانه وتعالى أنه خلقنا من الأرض وجعل اقتياتنا منها ، ثبت العلم بيد الكافرين بالله صحة هذه القضية ، فقد حللوا الإنسان ، فوجدوه مكون من ستة عشر عنصراً ، وحللوا الطين الذي يأتي من الزرع والخصوبة فوجدوه ستة عشر عنصر أيضاً تتطابق مع عناصر الإنسان ، فأولها الأكسجين وأخرها المنجزيز ... فنقول صدقت يارب : لقد جعلت اقتياتنا مما يخرج من الطين . 
ونقول للأعداء الدين الذين يتفننوا في خلق هذه الشبهة ، نشكركم على طرحكم لهذه الشبهة ، لأن الله عز وجل أعمى أبصاركم وقلوبكم على نقطة هامة جداً ، وهي أننا نزداد تدبر في ديننا مما يؤكد لنا صحة إيماننا بالله وحمده على نعمة الإسلام وصدقه فيما قال : لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم
.
إذن قول الله عز وجل { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا } هو القول الحق ، وعندما جعلها الله عز وجل تسبق { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
.
فهذا ليس خطأ في الأخبار من الله عز وجل بل هو خطأ فهم من مُدعي الشبهة .. لماذا؟
.
لأن عندما يذكر الله عز وجل ... ((( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ )))
.
بديع أنت يارب ، ما أجمل وما أحلى وأطهر من كلمات القرآن ، حقاً إنه كلام الله ... تدبر أخي معي هذا الكلام .
.
"ثم استوى إلى السماء فسواهن" : الاستواء في كلام العرب على وجهين ، أحدهما : ان يستوي الرجل وينتهي شبابه وقوته ، أو يستوي عن اعوجاج ، فهذان وجهان . 
.
ووجه ثالث أن تقول : كان فلان مقبلاً على فلان ثم استوى علي ، علي معنى أقبل إلي وعلي .هذا معنى قوله : "ثم استوى إلى السماء" وهي كانت دُخان وقت الاستواء كما جاء بسورة فصلت (( ثُمَّ اسْتوَى إِلَى السَّمَاءِ وهِيَ دُخَانٌ )) 
والله أعلم .
.
ونجد أن قول الله عز وجل وهو أصدق القائلين :{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } ، { أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّماءُ بَنَاهَا ، رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ، وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } ... فهذه الآية توضح أن الله عز وجل أحسن الخالقين خلق السماوات قبل خلق الأرض
.
ولكن إن وجود المضللين هو عين الدليل على صدق الله ، هؤلاء الذين قالوا : الأرض كانت جزءا من الشمس وانفصلت عنها ، والإنسان أصله قرد ، ويقولون إن السماء والأرض خلقنا بطريقة كذا ، أو أي الخلق كان ؟ السماوات أم الأرض ؟ فعندما نسمع هؤلاء نقول : هؤلاء هم المضللون ، وقد نبهنا الله أزلا إليهم ، فلو لم يوجد مضللون لقلنا : (( أين يارب ما قلت عنهم إنهم مضللون )) .
.
فيستخدم هؤلاء المضللون الآية التي تقول : : هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  
.
ويدَعون بأن هناك تناقض واضح في القرآن ، وهذا يثبت أنه أيدي البشر نالت منه ، فوقع التحريف .... كذب وتدليس ونفاق .... أفلا تتدبرون القرآن أيها الجهلاء .
.
عندما يقول الحق : ثم استوى إلى السماء ... يجب نظهر ما هو معنى الاستواء في اللغة : الارتفاع والعلو على الشيء ، قال الله تعالى : " فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك" ، وقال " لتستووا على ظهوره " .
.
وقال الشاعر :
فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة ..... وقد خلق النجم اليماني فاستوى 
.
أي ارتفع وعلا ، واستوت الشمس على رأسي واستوت الطير على قمة رأسي ، بمعنى علا .
.
ونوضح كذلك
.
الملوك تستوي على عروشها ، والإنسان يستوي على كرسيه ، والله عز وجل ملك الملوك استوى على العرش ، ولكن يجب أن نخضع بقضية أن الله (( ليس لمثله شيء )) .
.
فهل حياتنا مثل حياته ؟ فالله يعلم وأنت تعلم .. ولكن هل علمك كعلمه ؟ 
الله يقدر وأنت تقدر ... فهل قدرتك كقدرته ... بالطبع لا . .... 
.
فعندما تأتي كلمة (( استوى )) فلا تحاول أن تفهمها أبدا بالمفهوم البشري ... فأنت يا مخلوق تعرف ظاهر الأمر ولكن الله يعلم غيب السماوات والأرض وما بينهم ... فلا تتعدى حدود خلقك .
.
فهل يمكن للملك أن يستوي على عرشه دون وجود العرش ؟ 
هل يستوي الفرد على كرسيه دون وجود الكرسي ؟ 
هل يمكن أن تستوي على الفلك دون وجود فلك ؟ 
هل تستوي الشمس على رأسك دون وجود رأسك ؟ 
هل تستوي الطير على قمة الرأس دون وجود الرأس ؟
بالطبع لا 
.
فكيف الاستواء دون وجود ما سيتم الاستواء عليه ؟
.
فنصل للنهاية بأن الله عز وجل عندما يقول أنه استوى إلى السماء فهذا يُفيد وجود السماء واجب للاستواء ، أما استواء بدون وجود السماء فهذا جهل تفحل في مخترع الشبهة . 
.
.
نأتي لأخر جزء من الشبهة وهي أن أعداء الدين الذين أضلهم ذكاء عقولهم أن الله عز وجل ذكر بسورة فصلت أنه خلق السماوات والأرض في ثمانية أيام ، مع العلم بأن كل الآيات التي أوضح فيها الله عز وجل خلق السماوات والأرض كانت تظهر في ستة أيام فقط .
.
فُصِّلَت 
قُلْ أَئِنَّكُم لتَكْفُرُونَ بالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَينِ وتَجْعَلُونَ لَهْ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ ، وجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وبَارَكَ فِيهَا وقَدَّرَ فِيها أقْوَاتَها فِي أَرْبَعَةِ أيَامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ ، ثُمَّ اسْتوَى إِلَى السَّمَاءِ وهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَللأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَو كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاواتٍ فِي يَوْمَينِ وأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ 
.
يجب على الإنسان أن يتذكر جيداً أن الله عز وجل حين يعرض قضية الخلق للإنسان ، فالله سبحانه وتعالى يعرضها عرضاً فيه مناعة ضد أي قضية أخرى تناقضها . لهذا فخلق السماوات والأرض وخلقك أيها الإنسان هو أمر غيبي ، وما دام غيبياً فلا رائي له ولا مشاهد له إلا الذي خلقهم ، فخذوا علم الخلق منه سبحانه وتعالى
.
يدعي أعداء الدين أن لو كانت هذه هي قصة الخلق للأرض والسماوات لطابقت آية الإجمال وآية التفصيل .
.
وقالوا : لنفرض أن عندنا عشرة أردب من القمح ، وأعطينا فلاناً خمسة أردب وفلاناً ثلاثة أردب ، وفلاناً أعطيناه إردبين ، وبذلك ينفد ما عندنا ، لأن التفصيل مطابق للإجمال .
.
فأدعوا  أن التفصيل في هذه الآيات لا يتساوى مع الإجمال .!!!!!!!
.
ولا حول ولا قوة إلا بالله 
.
فمكتوب علينا نحن المسلمين أن نخاطب جهلاء يدعو العلم والثقافة والتدبر ... فهذه أكبر إهانة للعصر الحديث الذي يدعي العلم والثقافة ... فمن قال أن العرب هم أهل جهل ، فنقول لهم أن العرب منذ القدم أهل فصاحة وبلاغة وعلم .
.
أيها المستشرق الجاهل لقد فهم أهل العرب وقريش من القدم وقت نزول القرآن هذا الكلام ولم يدعوا منه شبهة ، تأتي أنت بعلمك وثقافتك وتجعلها شبهة .
.
هل تعلم لماذا ؟
.
لأنكم لم تفطنوا إلى أن المتكلم هو الله سبحانه وتعالى ، وأن الله يكلم أناساً لهم ملكة أداء وبيان وبلاغة وفصاحة (العرب) ، وقد فهموا هؤلاء ما لم يفهمه المستشرقين أصحاب النهضة الحديثة ... فضيحة
.
فالعرب فهموا ، كأهل فصاحة ، أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الأرض في يومين ، ثم جعل فيها رواسي وبارك فيها ، إما في الأرض أو في الجبال ، وقدر فيها أقواتها ، وكل ذلك تتمة للحدث عن الأرض .
.
ومثال ذلك : حين أسافر من مصر الى أمريكا فأنا أصل الى ميونخ بألمانيا في خمس ساعات مثلاً والى أمريكا في أثني عشر ساعة ، أى أن ساعات السفر التي وصلت بها الى ألمانيا هي ضمن ساعات السفر الى أمريكا .
.
وكذلك خلق الأرض والرواسي وتقدير القوت ، كل ذلك في أربعة أيام ، متضمنة يومي خلق الأرض ، ثم جاء خلق السماء في يومين . 
.
فنصل للنهاية هذا الأمر أن كل مُجمل يفسره مُفصَّله إلا العدد ، فإن مفصَّله محمول على مجمله ، فالأرض خلقها الله في يومين ، وجعل فيها رواسي ، وبارك فيها ، وكل مخلوق ثان هو تَتمـَّة للأول ، فاليومان الأولان إنما يدخلان في الأربعة الأيام ، وأخذت بقية الخلق اليومين الآخرين ، فصار المجموع ستة أيام .
.
.
نأتي إلى كلمة (( ستة أيام )) ، فما هي الأيام 
.
كلمة ((ستة أيام )) هذه وردت في كل آيات القرآن التي تحدثت عن زمن مدة الخلق للسماوات والأرض .
.
نجد أن اليوم في علم الفلك الحديث مقدار دوران الأرض حول محورها مرة ، ومدته أربع وعشرون ساعة تقريباً ، وجمعه أيام .
.
وأيام العرب : وقائعهم الحربية
.
وأيام الله أيام حلت فيها نقم الله وعذابه على الأمم الماضية العاصية ، وأيامه التي أنعم فيها على أمم مطيعة صالحة .
.
ويوم الدين : يوم القيامة
.
ويوم حنين : حدثت فيه موقعة حنين
.
ولكل نجم يومه ، ولكل كوكب يومه
.
لذلك نجد أن اليوم على كوكب الزهرة أطول من عامها ، لأن عامها بتوقيت الأرض هو مائتان وخمسة وعشرون يوماً ، أما طول اليوم فيها فهو بتوقيت الأرض مائتان وأربعة وأربعون يوماً . 
.
إذن : فاليوم على كوكب الزهرة أطول من العام فيها ، والسر يرجع أن كوكب الزهرة يخضع لدورة تختلف في سرعتها عن سرعة الدورة التي تخضع لها الأرض ، فدورة كوكب الزهرة حول نفسه بطيئة ، ودورته حول الشمس سريعة .
.
إذن : فكل كائن له نظام . 
.
وما هو اليوم إذن ؟
.
اليوم في اعتبارنا هو دورة الأرض حول نفسها دورة يتحقق فيها الليل والنهار .
؟
ولكننا نجد القرآن الكريم يطلق كلمة اليوم ويفصلها عن الليل ، فيقول الله سبحانه وتعالى (( سيروا فيها ليالي وأياما .. )) سورة سبأ 18
.
وهنا جعل الله سبحانه وتعالى اليوم للضوء والكدح ، والليل للظلمة والراحة .
.
والحساب الفلكي يسمي الليل والنهار يوماً .
.
ويبين القرآن لنا أن هناك يوماً للدنيا ، ويوماً للأخرة ، ويوم الدنيا ما نحسبه نحن من شروق الى شروق آخر ، وكذلك هناك يوم عند الله هو بحساب الدنيا يقدر بألف سنه مما يحسبه البشر .(( وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون )) .
.
ويقول سبحانه وتعالى (( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )) 
.
إذن : فالأزمنة متعددة ، ومنوعة ، وتختلف من قياس الى آخر ، ومن كوكب الى آخر ، وما أظهره الله لنا في القرآن من الأزمنة إنما يدل على اختلافها ، لا على التعارض والتناقض .
.
فنصل في نهاية الشبهة ... أن الله تعالى خلق أولاً السماء كدخان ثم خلق الأرض ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فسواها ، ثم دحا الأرض بعد ذلك .(والدحي ليس معناه {خلق})
.
أخيراً
.
الله سبحانه وتعالى ميز الإنسان عن الحيوان بالعقل ، فالإنسان يمتلك جانباً من عالم الحس وجانباً من العقل .. ولكن هناك بعض المضللين يفقدوا ميزة الحس والعقل لعدم التدبر وسعوا للضلال للتنفيس وإظهار الحقد والغيرة ضد الإسلام والمسلمين ، ففقدوا ميزة التشبه بالحيوان ((على أقل التقدير)) الذي لا يملك غير جانباً من عالم الحس .
.
اللهم تقبل منا صالح الأعمال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق